04 - 05 - 2025

مؤشرات | مرشحون "ضد الدولة" .. خطر يروجه البعض !

مؤشرات | مرشحون

سألني عدد من شباب الصحفيين من الجنسين عن انتخابات نقابة الصحفيين ورأيي في المرشحين، وكان ردي أن التنوع في المرشحين سمة رئيسية هذا العام ومن بينهم من لهم خبرات في العمل النقابي، ولمساتهم معروفة للجميع، وهناك جيل جديد يطمح للعمل النقابي ويحملون رؤى مختلفة وتنوعا في الأفكار من تيارات مختلفة.

وأخذت أُعدّد بعض الأسماء من المرشحين من تيارات مختلفة، فهذا صاحب خبرة وخلوق، وذلك من الجيل الأقدم الذي يحمل على أكتافه هموم الصحفيين وتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية، والمهنية، وصاحب رؤية، وتلك صحفية تمثل جيلا جديدًا من العمل الصحفي، وهذا من الشباب الذين يطمحون لتصبح النقابة أكثر استقلالية.

وكانت المفاجأة التي أذهلتني، عندما جاء الحديث عن رأيي في أسماء من المرشحين من الصحفيات والصحفيين الشباب، وقلت لهم أنها أسماء جديدة، وتخوض العمل النقابي لأول مرة، وهم يمثلون خلطة جديدة تمثل إضافة إلى أسماء أخرى، فرد على أحد الشباب وهو ما قالته إحدى الشابات، والذين تقريبًا حصلوا على عضوية النقابة في السنوات العشر الأخيرة.. (هذه الأسماء يقولون عنهم أنهم ضد الدولة).

هذا الرد أذهلني، فقلت لهم يعني إيه "ضد الدولة"، ومن يقولون ذلك؟... وكانت إجابات الشباب غير واضحة، وأنهم يرددون كلمات عن آخرين، ولا يدركون معناها، ولا الهدف منها، مستغلين إما حُسن نية هؤلاء الشباب في تشويه البعض، كما يستغلون تدني ثقافات أعداد ممن انضموا لعضوية النقابة في ظل تراجع التدريب، والثقافة بين أعداد تسربت لعضوية النقابة في السنوات الأخيرة.

الأخطر في هذا الأمر، هو استغلال البعض لهذه الفئات في توجيه تصويتها، تحت عنوان عريض ويحمل مضامين خطيرة، اسمه "هؤلاء خطر على النقابة وضد الدولة"، وهذا يذكرني بالانتخابات في المجالس المحلية والبرلمانات، في سنوات فائتة، وربما مستمرة حتى الآن، وخصوصا في توجيه التصويت في المناطق الشعبية وبعض القرى والكفور والعزب والنجوع، بتشويه عام للمرشحين المنافسين.

وعلى نفس السياق فقد انتابني حالة من القلق حال متابعتي لهذا الجدل وتبادل "لكمات الكلمات" بين فريقي مؤيدي الزملاء المرشحين خصوصًا على منصب نقيب الصحفيين، في وضع لم يسبق أن رأيناه بهذا الشكل على مدى انتخابات النقابة، أو على الأقل ما يزيد على العقود الخمسة الأخيرة.

والأخطر هو حال تقسيم الصحفيين مؤسساتيًا، أو فئويا، أو جغرافيا، وتبادل البوستات، والتي تحولت إلى بيانات، وتسريبات، في حالة من "الهياج الانتخابي" غير المسبوق، في معارك انتخابية اتسمت طوال سنوات عديدة بالهدوء والموضوعية، والديمقراطية، لتخرج بنتائج نظيفة يقبل بها الجميع، ليخرج التمثيل النقابي في النهاية محققا لرغبة المصوتين من أعضاء الجمعية العمومية "الصحفية".

إلا أن هذه الدورة الانتخابية، بدأت بظاهرة غريبة، وغير مسبوقة، من بعض من لا يهمهم نقابة الصحفيين، وربما الصحافة وصناعتها، ولا الصحفيين أنفسهم، بل لا يهمهم أي شيء في هذا البلد، سوى مصالح ضيقة جدا، ليزرعوا نبتاً لسياسات شيطانيا في واحدة من أهم نقابات مصر، وغريبة عليها.

ولا شك أن مثل هذا الأمر يجب التصدي له، ومن يقوم بذلك، لخطورته على العمل النقابي، وخصوصًا في انتخابات الصحفيين، والتي ظلت وما زالت تمثل مؤشرًا رئيسيًا لقياس توجهات الرأي العام بكل طوائفه، ومن يقود انجرار العمل النقابي إلى مثل هذا المنحدر، يجب مواجهته، كما يجب أن تكون هناك برامج توعية لمخاطر مثل هذه الأمور، ومن خلال برامج توعوية على مدار العام للصحفيين الشباب حول تاريخ انتخابات الصحفيين، ونزاهتها، واهميتها على المستوى العام المصري، والمخاطر التي تحملها أي تدخلات غير أخلاقية.

ومن هنا أري أن على الزملاء المرشحين للانتخابات، والمجلس بل والمجالس القادمة في نقابة الصحفيين، دور أكبر، بأن يضعوا مثل هذه التوعية والتثقيف على رأس برامجهم، وخططهم خلال دورات العمل النقابي القادمة.. ورفع شعار "حافظوا على نقابة الصحفيين من تمزيقها".
--------------------------------
بقلم:
محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | نتائج انتخابات الصحفيين وماذا جرى؟